من الألم إلى القوة: النساء وبياناتهن تتحدث عن أنفسهن
تعد منطقة كوسوفو غير الرسمية (KIS)، والتي بُنيت تدريجياً منذ عام 1989، واحدة من أكثر المناطق الحضرية كثافة في منطقة كامبالا الكبرى، في أوغندا، حيث بُنيت على أراضٍ منخفضة تابعة للدولة، وتضم حوالي 10,085 أسرة من ذوي الدخل المنخفض، مع بنية تحتية تم بناءها بالجهود الذاتية. والأسر التي تعيلها نساء (WHHHs) هي الأسر الأكثر فقراً، ومعظمها من الأطفال.
فهم بحاجة إلى كل شيء، بدءأ من الاحترام وتوفير الحماية، إلى التعليم الأساسي، والدخل، والتغذية، والصرف الصحي الملائم. وبشكل متزايد، أدى الطقس المتقلب في سياق التغير المناخي، إلى غرق السكان في منطقة كوسوفو، نتيجة هطول الأمطار الغزيرة بشكل غير عادي وتدفق المياه في سيول، ما أدى إلى فيضانات متكررة، وفقدان العديد من المنازل والممتلكات، وتفشي الأمراض المنقولة بالمياه والنزوح.
وتقع مستوطنة كوسوفو في منطقة أراضي رطبة معرضة دائماً للفيضانات، وتواجه مخاطر بيئية وصحية مستمرة، وتتفاقم بسبب سوء البنية التحتية والافتقار إلى الخدمات. وعلى الرغم من أن السكان منظمين بشكل ذاتي، ولهم هياكل قيادية تقليدية، إلا أنهم دون تمثيل في عمليات صنع السياسات، أو التخطيط الرسمي للتنمية الحضرية. وفي ظل هذه الظروف أصبحت المنطقة معرضة بشدة للصدمات المناخية والاستبعاد المنهجي، لا سيما للأسر التي تعيلها نساء (WHHHs)، حيث أنها تتحمل العبء الأكبر من المخاطر الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتفاقمة.
وخلال عام 2025 أدت الفيضانات المتزايدة في العاصمة كمبالا، ولا سيما في مستوطنة كوسوفو، إلى تدمير منازل العديد من هؤلاء النساء ومحيطهن، مما أصبحن يواجهن وأطفالهن بشكل أعمق مخاطر الفقر والأمراض، وفي حالة أكثر هشاشة، وتعرضهم لخسائر وأضرار فادحة لا حصر لها (CLD). تلك الأسر لا يمكنهن بمفردهن تحمل مثل هذه التكاليف، في ظل التهميش الشديد، واللامبالاة داخل المجتمع ككل. كما أن جزء من وصمهن هو الافتراض النمطي، بأن خسائرهن - باعتبارهن أفقر الفقراء - لا قيمة لها أو قيمتها ضئيلة. على الرغم من التأثير البشري والمادي الواضح، ولم تتمكن أية عملية تقدير كمي لخسائرهن المادية من مواجهة هذا التحيز أو تقديم معلومات عن التدابير المنصفة والمطلوبة بشكل عاجل.
ولسد هذه الفجوة، قامت شبكة مدافعوا الموئل في إفريقيا (HDA)، وهي شبكة أوغندية غير ربحية، تضم 502 من الشباب المهنيين في مجالات متنوعة ومتكاملة، بتطبيق منهجية القياس الكمي التي تستخدمها شبكة حقوق الأرض والسكن (HLRN)، لتكون ”أداة تقييم أثر تغير المناخ والعدالة“ (CCIAJT)، لتوثيق القيم النسائية المعرضة للخطر، بما يتماشى مع أطر الأمم المتحدة لكل من جبر الضرر والإنصاف (RRF)، والمعايير المستحقة وفقاً لصندوق معالجة الخسائر والأضرار التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (FRLD)، بهدف بناء تدخلات إضافية بناءً على النتائج المستخلصة، مع مراعاة الآثار المتباينة بين الجنسين.
وبناءً على المشاورات السابقة مع تلك المجموعات، أجرى فريق الشباب من شبكة مدافعوا الموئل في إفريقيا، دراسة استقصائية حول التغير المناخي الذي تسبب في خسائر وأضرار شديدة مكونة من عينة تضم 30 أسرة تعولها نساء، لتوجيه قيمهم وأصواتهم إلى المجتمع الأوسع، ووسائل الإعلام، والسلطات المحلية، وصانعي السياسات، وحتى لصندوق معالجة الخسائر والأضرار (FRLD) البعيد. وفي الوقت نفسه، افترضت كذلك شبكة مدافعوا الموئل في إفريقيا (HDA)، أن النتائج ستكشف عن احتياجات أخرى للمهارات الأساسية، والمعرفة القانونية، والتوجيه، لإنشاء وإدارة تعاونية للمساعدة الذاتية. وأحد الإجراءات المقترحة للمتابعة، هو خطة لتوفير المساعدة من محامين، ومهندسين ومدربين، سواء من داخل شبكة مدافعوا الموئل في إفريقيا، ومن حلفاء أخرين محليين، ومن شبكة حقوق الأرض والسكن، ومدرب استشاري معين بالفعل من قبل منظمة العمل الدولية وفق منهج (Our.COOP)، الخاص بدعم الأفراد والمجموعات في الاقتصاد غير الرسمي على تأسيس أعمال تعاونية وزيادة فرصهم الاقتصادية.
وبواسطة البيانات التي تم جمعها من أداة تقييم أداة تقييم أثر تغير المناخ والعدالة (CCIAJT)، قدمت شبكة مدافعوا الموئل في إفريقيا، الدعم لنساء منطقة كوسوفو، في نشر قصة قيمهن المهددة بالخطر، وتقديمها استجابة لدعوة صندوق معالجة الخسائر والأضرار (FRLD)، لإجراء دراسات حالة، والسعي إلى تحسين الصرف الصحي المادي من شركاء التنمية المحليين والدوليين. وفي وقت لاحق من عام 2025-2026، تخطط شبكة مدافعو الموئل في إفريقيا، لعقد ورش عمل للتثقيف القانوني والإداري، لتعزيز مهارات النساء في مجال المناصرة، وبناء القدرات لتنظيم قوتهن التعاونية والاجتماعية.
وقد أفاد الاستطلاع الأولي أن 73٪ من تلك الأسر التي تعيلها النساء المتضررات من الفيضانات، تعرضت مساكنهن، ومعظمها مملوكة ملكية مستقلة، لأضرار بالغة جراء الفيضانات. لاسيما، تعرض 58٪ من المنازل لتدمير كامل، وخسائر مباشرة في الثروة والممتلكات. كما أفادت نصف النساء بفقدان محتويات منازلهن. منهن 43٪ فقدن جميع محتويات منازلهن بشكل كامل، وتراوحت تكاليف استبدالها بين (700,000-800,000) شلن أوغندي أي ما يعادل (170-194 يورو).
فيما نتجت عملية المسح عن تقديرات متحفظة بقيمة 55.021 يورو، من حيث القيمة المادية والقابلة للقياس الفوري، لتعويض 30 أسرة تعيلها نساء، عن تلك التكاليف والخسائر والأضرار الناجمة عن الفيضانات حتى نهاية مايو/آيار 2025. وبتوسيع نطاق هذه المعادلة على (10,085) أسرة في كوسوفو، بقيمة إجمالية تصل إلى ما لا يقل عن (18,496,132) يورو.
وبالنسبة لهذه المجموعة الحضرية المتضررة من أزمة المناخ، كشفت تلك الدراسة الاستقصائية الأولية عن غيض من فيض، فمنذ تطبيق أداة تقييم أداة تقييم أثر تغير المناخ والعدالة (CCIAJT) في بداية الربع الثاني من عام 2025، من المتوقع أن تعود الفيضانات مرة أخرى كما حدث في يناير/كانون الثاني 2025، ليستمر التراكم في التكاليف والخسائر والأضرار المبدئي.
وبالنسبة لتلك المبادرة لشبكة مدافعوا الموئل في إفريقيا، فإن المدى الطويل يعني سنة واحدة، حيث يعود فريق الشبكة بعد 12 شهراً، إذا سمحت الموارد، لتسجيل التغيرات التراكمية في قيم الأسر المعيشية ونفقاتها ورفاهيتها وظروفها المعيشية. وستحدد هذه البيانات ليس فقط درجة أهمية وتأثير التدخل من الشبكة، بل ستشكل الأساس للتخطيط طويل الأجل وتكرار التدخل في المستوطنات المجاورة. وستشير النتائج في نهاية العام أيضاً إلى مدى جدوى واستدامة استخدام أداة تقييم أثر تغير المناخ والعدالة، لتطبيقها في أماكن أخرى، لا سيما في مجال عمليات صندوق معالجة الخسائر والأضرار، وضمن خطتها الأولية، مع التركيز على ”الأولويات والاحتياجات التي تحددها المجتمعات المحلية“ و”المنح الصغيرة التي تعطي الأولوية للأنشطة التي تقودها المجتمعات المحلية“.
وفي الوقت الحالي تتعاون كل من شبكة حقوق الأرض والسكن، وشبكة مدافعوا الموئل في إفريقيا، لإعداد نتائج منطقة كوسوفو غير الرسمية، كتطبيق إلى صندوق معالجة الخسائر والأضرار، من أجل معالجة التكاليف والخسائر والأضرار للمجتمع، وسيتم تغطية التقدم المحرز في هذا المسعى، في الأعداد المقبلة من Land Times/أحوال الأرض.
الصورة: إحدى السيدات من قاطني مستوطنة كوسوفو غير الرسمية، تروي قصتها خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد في 21 مايو/آيار 2021، حول النتائج المستخلصة من تطبيق أداة شبكة حقوق الأرض والسكن، بشأن تقييم أثر تغير المناخ والعدالة (CCIAJT). المصدر: HDA.
|