ترحيب بإنشاء أول نقابة عامة لصغار المزارعين في مصر
بعد ثلاث سنوات من النضال والمفاوضات مع الحكومة المصرية، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لنضال الفلاحين والتضامن مع صغار المزارعين، الذي يوافق (17 إبريل/نيسان)، وافقت الحكومة المصرية على إنشاء أول نقابة عامة لصغار المزارعين، بموجب قرار وزارة العمل الصادر في 20 فبراير/شباط 2025، والذي نُشر في الجريدة الرسمية في 28 إبريل/نيسان 2025.
وقد جاء الاعتراف الرسمي بإنشاء النقابة العامة لصغار المزارعين وفقاً للقانون 213 لسنة 2017، بشأن إصدار المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم النقابي، والذي تم تعديله بموجب القانون 142 لسنة 209.
وقد واجه صغار المزارعين عدة تحديات، منبينها الإلتزام بإعمال الشرط الأول لتأسيس النقابة العامة، حيث يتطلب أن تضم ما لايقل عن 15 ألف عضو، وتمثيلهم لعشر لجان نقابية على الأقل. بالإضافة إلى الإجراءات الإدارية المعقدة وطويلة المدة. وقد تمكن المجموعة المؤسسة للتقابة العامة من التغلب على تلك التحديات، وجمعوا أكثر من 35 ألف عضو يمثلون أكثر من 11 محافظة في جميع أنحاء مصر.
ويأتي هذا لإنجاز الهام وغير المسبوق، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لصغار المزارعين والفلاحين، والعمال الزراعيين، وافتقارهم لمظلة الحماية الاجتماعية.وقد رحبت كل الجمعية المصرية للحقوق الجماعية، وهي عضو التحالف الدولي للموئل، بهذا الإنجاز، ودعت إلى الاستمرار في تلك الجهود من أجل إعمال الحق في التنظيم، وبناء مؤسسات تدعم حقوق الفلاحين/ات والعمال، والعاملات في الزراعة. وقد وصف مدير الجمعية المصرية للحقوق الجماعية، د. عبد المولى إسماعيل، بأن هذا التطور هو بوابة لتحسين أوضاع العمالة الزراعية بشكل خاص، وبالتالي سينعكس على سكان مصر بشكل عام.ووفقاً لبعض المصادر، يبلغ عدد العاملين في القطاع الزراعي من الرجال والنساء، حوالي 18 مليون رجل وإمرأة.
وقد أكدت الجمعية المصرية للحقوق الجماعية على أن النساء هم طرف فاعل في النقابة العامة، سواء في الجمعية العمومية، أو في المجلس التنفيذي والمكون من 17 عضو. ومن الأهداف الرئيسية للنقابة العامة، تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية لأعضائها، بما في فيهم النساء وأسرهن.
ومن الجدير بالملاحظة، أنه بعد مواجهة التحديات الإدارية والمجتمعية والعرفية، نجحت إحدى المزارعات في عام 2022، ولأول مرة في صعيد مصر، في محافظة المنيا، من تأسيس أو نقابة لصغار المزارعين وتضم 500 عضو، 80% منهم من النساء.
وفي ذات السياق، شكلت قضايا حقوق المرأة في الأرض موضوع للتعاون بين التحالف الدولي للموئل- شبكة حقوق الأرض والسكن ومؤسسة المرأة الجديدة، والجمعية المصرية للحقوق الجماعية، لتطوير وتقديم منهج تدريبي للمزارعين/ات في شهر سبتمبر/أيلول الماضي. وقدر شارك المجموعة المؤسسة للنقابة العامة لصغار المزراعين في وشة العمل التي ركزت على القواعد والفرص الناشئة عن نظام الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والتنمية، مع إيلاء التركيز على التزامات الدول بتحقيق حقوق المرأة الريفية، والتعهد بإعمال أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030، لضمان وصول المرأة بشكل منصف ومستدام إلى الأرض، والموارد الانتاجية الأخرى، واستخدامها والتصرف فيها. وقد جاءت تلك الفاعلية في وقت مناسب لاستعراض تعهدات وتنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيكين، بعد مرور ثلاثين عاماً على إصداره.
وقد التقى فريق شبكة حقوق الأرض والسكن، ببعض الأعضاء من مؤسسي النقابة العامة، مع منظمات أخرى للمجتمع المدني، وباحثين أكاديميين مهتمين لمناقشة الآفاق لذلك الكيان الجديد للصغار المزارعين. ويعمل أعضاء مجلس الإدارة في الفترة الحالية على صياغة البرنامج العام، ووضع أولويات قابلة للتنفيذ، لأجل تحسين حياة وظروف المعيشة لجميع صغار الفلاحين والمزارعين المصريين.
صورة المقال: لوحة جدارية من بدايات عصر الأسرة الثامنة عشر، في معبد دير المدينة، البر الغربي، الأقصر، تصور زوجان مصريان يحصدان المحاصيل. المصدر: ويكيبديا.
|