English عن التحالف اتصل بنا العدد 29- سبتمبر / أيلول 2023 الرئيسسة
تطورات عالمية

تقليص مفهوم الشراكة بين الفاو ومنظمات المجتمع المدني

أعربت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، عن قناعتها بإمكانية القضاء على الجوع، وسوء التغذية في حياتنا، ولكن لمواجهة تحدي القضاء على الجوع، يعد الالتزام السياسي والتحالفات الرئيسية مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، أمرًا بالغ الأهمية. وتدعي المنظمة كذلك، أن الشراكات تقع في صميم مهمتها، والمتمثلة في المساعدة على بناء توافق في الآراء والتعاون، من أجل عالم خال من الجوع. ولذلك فإن فعالية ومصداقية المنظمة بوصفها منتدى لتقرير السياسات، ومركزاً فريداً للمعرفة والخبرة التقنية، يتوقفان على قدرتها على العمل وتطوير الشراكات الاستراتيجية.

وقد شهد تعاون منظمة الفاو مع أصحاب المصلحة من المجتمع المدني، تراجعاً خلال الفترة التي تزامنت مع وصول المدير الجديد للمنظمة، والمدير الإقليمي لمكتب للشرق الأدنى/شمال أفريقيا. ومكتب الشراكة التابع لمنظمة الأغذية والزراعة في عام 2020. وفي محاولة لإصلاح تلك العلاقات، عقد المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة في روما حوارًا غير رسمي في يونيو/حزيران 2023 حول المشاركة بين المنظمة وأكثر من 30 ممثلاً لمنظمات المجتمع المدني من عدة بلدان لمناقشة كيف يمكن للمنظمة إشراك منظمات المجتمع المدني على نحو أفضل، من أجل تحويل النظم الزراعية الغذائية، ونحو تصميم منتدى مشترك بين منظمة الفاو، ومنظمات المجتمع المدني، واستكشاف سبل تعزيز المشاركة الهادفة على جميع المستويات.

وقد سعت المشاورة إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية، وهي:

  • تقييم المشاركات بين منظمة الفاو، ومنظمات المجتمع المدني، على مختلف المستويات، مع الأخذ بعين الاعتبار المنهج الجديد للمنظمة بشأن الشراكات التحويلية؛
  • تبادل الأفكار بشكل جماعي حول فكرة آلية جديدة للمشاركة مستدامة وشاملة؛
  • ترسيخ الفهم حول كيفية تعزيز المشاركة الاستراتيجية بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمات المجتمع المدني من خلال أشكال التعاون المختلفة على مختلف المستويات؛
  • المشاركة في توليد تصور حول آلية حوار جديدة تجمع منظمة الفاو مع منظمات المجتمع المدني، وتسمى مبدئياً، “منتدى منظمة الأغذية والزراعة ومنظمات المجتمع المدني”، FAO-CSO Forum.

ووقد ناقش الحوار غير الرسمي، استعرض استراتيجية الشراكة مع منظمات المجتمع المدني التي اعتمدت في أبريل 2013، والتي اعترفت بدور منظمات المجتمع المدني الحاسم؛ وأنها الأكثر قرباً، وتمثيلاً، للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، والمجردين من الأراضي والجائعين، وحضورها الواسع في الميدان على المستويين الإقليمي والعالمي.

وقد استعرض الحوار غير الرسمي، التحديات التي واجهت الشراكة الاستراتيجية، بين منظمة الفاو ومنظمات المجتمع المدني، وعدم وجود تواصل مباشر مع مسؤولي المنظمة، ولاسيما، على الصعيد القطري، ونقص الموارد المالية، والفجوة بين الشراكة الاستراتيجية وتنفيذها على المستوى اللامركزي، وضمان التمثيل المتوازن مجموعة واسعة من الفئات المستهدفة، ونقص التنسيق مع الجهات الفاعلة المحلية في الأزمات والاستجابات الإنسانية، والتأثير السلبي لجائحة كوفيد، على التواصل مع منظمات المجتمع المدني في عملية المنظمة على كافة المستويات.

وبما أن لجنة التخطيط الدولية من أجل السيادة على الغذاء، كانت لها دور في التنظيم ونسقت التواصل مع ممثلي منظمات المجتمع المدني، فقد طلب مسؤولي الفاو من لجنة التخطيط من أجل السيادة على الغذاء، أن تقدم رؤيتها بشأن تحسين الشراكة بين منظمة الفاو، ومنظمات المجتمع المدني، التي عرضها الفريق في النقاط التالية:

  • تعمل منظمة الأغذية والزراعة في ثلاثة مجالات: الهيئات التنفيذية، واللجان الفنية، والبرامج، ويمكن أن تستفيد هذه الآليات من الدروس المستفادة/التجربة الجيدة لمنظمات المجتمع المدني، والآليات القائمة بالفعل لإشراك أصحاب المصلحة مثل لجنة التخطيط الدولية من أجل السيادة على الغذاء، وآلية المجتمع المدني والشعوب الأصلية (CSIPM)، التي تعمل بالفعل بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية لمنظمة الفاو لعام 2013، لأجل مشاركة متوازنة، واستراتيجية منظمة الفاو للشراكة مع منظمات المجتمع المدني؛
  • أن تظل القضايا ذات الأولوية هي القضاء على الجوع، وربطها بأهداف التنمية المستدامة، وتغير المناخ، ومراجعة برامج المنظمة الجارية؛
  • ينبغي أن تحترم عملية التشاور، مبادئ الخطوط التوجيهية لعام 2013 واستراتيجية الفاو، بما يتيح تمثيل الفئات المستهدفة، ووقت التشاور، والتنوع اللغوي؛
  • يمكن إعتبار المشاورة الحالية عبر الإنترنت، جزءًا من العملية، ولكنها لا يمكن أن تكون المشاورة الفعلية.

خلال مناقشة سياق الإطار الاستراتيجي للمنظمة 2022-2031، استعرض الحوار غير الرسمي عدة آليات لبرامج الأمم المتحدة الأخرى لإشراك منظمات المجتمع المدني كنماذج لإدراجها في الآلية المحتملة لإشراك منظمات المجتمع المدني كما هو الحال بالفعل في المنتدى المعني بالأمن الغذائي والتغذية (FSN Forum)، والتي تضم، المجموعات الرئيسية وغيرها من الجهات صاحبة المصلحة (MGOs)، والجمعية العمومية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEA)، منتدى المزارعين، ومنتدى الشعوب الأصلية برعاية الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)، ومنتدى المجتمع المدني التابع لليونسكو (UNESCO’s Civil Society Forum)، ومشاورة الشراكة السنوية لبرنامج الأغذية العالمي.

وما يمكن استنتاجه من هذا الحوار غير الرسمي، والإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2022-2031، والتي أتى بعد تقييم استراتيجية المنظمة للشراكات لعام 2021، هو القرار المسبق الذي اتخذته قيادة المنظمة بإنشاء هيكل جديد يقلص مفهوم الإشراك إلى مجرد المشاركة، في عملية مناصرة من خلال منتدى الغذاء والتغذية (FSN Forum)، بما لا يعكس المعنى الكامل لمفهوم الشراكة الاستراتيجية في الهيئات التنفيذية لمنظمة الفاو.

وقد استشعر هذا التضييق في إشراك أصحاب المصلحة، في الخطاب الذي ألقاه المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، د. كيو دونغيو، حول أهمية دور منظمات المجتمع المدني كوجود استراتيجي فريد في الميدان، وحث منظمات المجتمع المدني على مساعدة المنظمة على تسريع تطورها لتصبح منظمة حديثة وأكثر كفاءة وفعالية. إلا أنه كان يشير إلى الجوانب الفنية فقط، دون النظر في نهج حقوق الإنسان إزاء السياسات العامة. وانعكاساً لرأيه الذي يمثل تصدعاً في منظومة الأمم المتحدة، فقد أصر على ضرورة مناقشة قضايا حقوق الإنسان أمام آليات حقوق الإنسان في جنيف، ومناقشة السياسات الإنمائية في إطار عملية المنتدى السياسي الرفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة في مدينة نيويورك.

الصورة: إلتقاط صورة جماعية  تضم المدير العام لمنظمة الفاو، ومسؤولي مكتب الشراكة في المنظمة، مع ممثلي منظمات المجتمع المدني، أثناء الحوار غير الرسمي الذي عقد في 4 يونيو/حزيران 2023. المصدر، الفاو.


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN