English عن التحالف اتصل بنا العدد 29- سبتمبر / أيلول 2023 الرئيسسة
تطورات اقليمية

سوريا: الحرمان من المياه من قبل الاحتلال التركي

منذ عام 2019، حرمت السلطات في تركيا والميليشيات التي تسيطر عليها، السكان المتضررين في محافظة الحسكة السورية من الوصول العادل والمستدام والآمن، إلى مواردهم المائية واستخدامها والسيطرة عليها، بسبب الانقطاعات المتكررة لضخ المياه في علوك، والمحطة التي تعد المصدر الرئيسي للمياه في المنطقة. تتحرك تركيا كقوة إحتلال في أجزاء من شمال شرق سوريا، وبشكل خاص تستغل ذلك الوضع، كورقة مساومة للاستفادة من المفاوضات مع الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد.

خلال فترات الصيف الأكثر جفافاً في تاريخ سوريا، أوقف الجيش الوطنب السوري المدعوم من النظام التركي تدفق المياه من نهر الخابور، فبالإضافة إلى أن أدى ذلك إلى توقف محطة علوك، فقد كان له عواقب وخيمة على أكثر من 600,000 شخص يعيشون بمحازاة مجرى النهر، مما أدى إلى إيقاف تدفق المياه الضرورية للاستخدام المنزلي والزراعي بشكل متعمد. وفي الوقت ذاته، عانت كل من سوريا والعراق من التدفق المحدود إلى نهر الفرات، بسبب السدود التركية التي بنيت عند المنبع منذ عام 1990.

وتعتبر محطة علوك هي المصدر الرئيسي للمياه، لما يقرب من 200,000 من سكان مدينة الحسكة، المتنوعين عرقياً، بالإضافة إلى بلدة تل تمر وضواحيها، بما في ذلك مخيمات النازحين في الهول، والعريشة في منطقة السد، و واشوكاني في منطقة الطوينة. وتؤوي تلك المخيمات عشرات الآلاف من المشردين داخلياً، من مختلف أنحاء سوريا، بالإضافة إلى آلاف العراقيين، ورعايا من بلدان ثالثة.

أُنشئت محطة ضخ المياه بالقرب من بلدة علوك شرقي، في عام ،2010 كحل لأزمة المياه التي كانت قائمة آنذاك في مدينة الحسكة وضواحيها، في منطقة الجزيرة التابعة للإدارتين المتمتعتين بالحكم الذاتي في شمال وشرق سوريا. وتقع محافظة الحسكة، التي يقدر عدد سكانها بـ422,445 نسمة في عام 2023، على الحدود مع تركيا.

ومع استمرار تواجد القوات التركية، سيطرت تركيا والجماعات المسلحة السورية التابعة لها، سيطرة فعلية على المنطقة منذ عام 2016، بعد العملية العسكرية الأولى لتركيا درع الفرات، ومنذ الهجوم العسكري بقيادة تركيا تحت مسمى«عملية نبع السلام» في أكتوبر 2019، سيطرت تلك الميليشيات التابعة لتوركيا على محطة مياه علوك.

الصعوبات الاقتصادية والمادية

وبالتزامن مع انتشار جائحة فيروس كوفيد-19، فإن الانقطاع المتكرر للمياه قد عرض الأطفال والأسر للخطر، أثناء الجهود المبذولة للحد من الجائحة، بسبب المنع من غسل اليدين بالصابون، وهو يعد عامل حاسم في مكافحة الوباء.

كما أعلنت وزارة الصحة السورية تفشي الكوليرا في سبتمبر 2022، والذي وصفه منسق الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة بأنه «تهديد خطير» للشعب السوري ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها. وبالإضافة إلى التهديد الذي يشكله كوفيد -19، والأمراض المنقولة بالمياه، فإن نقص المياه في سوريا له أيضًا عواقب وخيمة على صحة السكان ورفاههم بشكل عام. فالحصول على المياه النظيفة يعد أمراً ضرورياً للنظافة والصرف الصحي الأساسيين.

وفي أغسطس/آب 2023، قدم التحالف الدولي للموئل- شبكة حقوق الأرض والسكن، بالتعاون مع إدارة الرصد والتوثيق في مؤسسة North Press، نداءً ومخاطبة الإجراءات الخاصة العشرة التابعة للأمم المتحدة، مطالبة التدخل نيابة عن السكان في شمال سوريا الذين تم حجب مصادر مياههم و/أو قطعها من قبل الجهات الفاعلة في أراضيهم.

لتحميل النص كامل للنداء الموجه إلى إجراءات الأمم المتحدة الخاصة، هنا


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN